class='ads'>
الخميس، مايو 28

إن هذا القرآن مأدبة الله

إن هذا القرآن مأدبة الله

الدكتور عبد الرزاق المساوي


جاء في الحديث: « إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول لكم ألم حرف، ولكن ألف ولام وميم».
-------------------------------------------
أخرجه الحاكم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فرده الذهبي لوجود رجل في السند قال عنه: (( إبراهيم بن مسلم ضعيف )). وأخرجه الطبراني في (( المعجم الكبير )) (9 /139) رقم: (8646 ) من طريق عبد الرزاق والذي رواه في (( مصنفه )) (3/ 375 - 376 ) والدارمي ( 2 / 310 ) وابن أبي شيبة 6/ 125 والشجري في (( الأمالي )) ( 1/ 84 ) موقوفاً على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" : ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ويشبه أن يكون من كلام ابن مسعود )) 
وأما روايته مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من (إبراهيم بن مسلم الهجري) قال فيه الحافظ ابن حجر: (( لين الحديث رفع موقوفات ))...

وجاء أيضا عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل مُؤْدِب يحب أن تُؤْتى مأدبتُه . ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه". رواه البيهقي في شعب الإيمان.. وسنده ضعيف فيه غياث بن كلوب ذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين..


الدلالة اللغوية والاصطلاحية:
=========================================
سوف نبدأ طوافنا إن شاء المولى جل وعلا حول هذا الحديث الأثر -قبل الإحاطة بالجزء الأول من موضوعِ كلمتنا هنا والذي هو "إن هذا القرآن مأدبة الله"- نبدأ الكلام انطلاقا من الجانب اللغوي أولا قبل تناول الجانب الاصطلاحي، لأنه غالبًا ما تتوافر أنواع من العلاقةِ والتتفاعل بشكل إيجابي بين المدلولينِ: المدلولِ اللغوي والمدلولِ الاصطلاحيِّ؛ إذ يرتكز الجانب الاصطلاحي على الجانب اللغوي، فيعتمد على خصائصه، ويستمدُّ منه مقوماته، ويشاركه في مرتكزاته المعنوية والمادية، ولا يبرح الساحة التي يطوف بها في كثير من جوانبه؛ لأن الوضعَ اللغويَّ الذي يتواطأ عليه أهل اللغة يُلقي بظلالِه ومعناه الدلالي على المعنى العِلمي/الاصطلاحي.. ولهذا سنبدأ كما قلنا طوافنا المبارك إن شاء الله تعالى من الزاوية اللغوية، وعلى الخصوص ابتداءً من اللفظة التي يمكن اعتبارها هي بؤرة هذا النص الشريف: "المأدبة"، أي أننا سننطلق في قراءتنا بداية من معنى "أدب" أصل لفظة "مأدبة" كما جاء في كتاب "لسان العرب" لابن منظور والذي نجد فيه: "الأَدَبُ الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس سُمِّيَ أَدَباً لأَنه                  
 يَأْدِبُ الناسَ إِلى المَحامِد ويَنْهاهم عن المقَابِح...
وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ (.....).  
والأُدْبَةُ والمَأْدَبةُ والمَأْدُبةُ كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ (.....).
 والمشهور في المَأْدُبة ضم الدال وأَجاز بعضهم الفتح وقال هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ..
قال سيبويه قالوا المَأْدَبةُ كما قالوا المَدْعاةُ وقيل المَأْدَبةُ من الأَدَبِ وفي الحديث عن ابن مسعود إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه يعني مَدْعاتَه...
 قال أَبو عبيد يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل فيَدْعُو إِليه الناسَ يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً ورجل آدِبٌ..
 قال أَبو عبيد وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه الله للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه...
ومن قال مَأْدَبة جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ 
وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحدقال أَبو عبيد ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره.. قال والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ...
وقال أَبو زيد آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً والمَأْدُبةُ الطعامُ فُرِقَ بينها وبين المَأْدَبةِ الأَدَبِ والأَدْبُ مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم بالكسر أَدْباً إِذا دعاهم إِلى طعامِه والآدِبُ الداعِي إِلى الطعامِ قال طَرَفَةُ:
نَحْنُ في المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى ... لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِر
وقال عدي:
زَجِلٌ وَبْلُهُ يجاوبُه دُفٌّ ... لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ وزَمِيرُ

والمَأْدُوبَةُ التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى المَأْدُبة وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس (.....)
وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً وأَدَبَ عَمِلَ مَأْدُبةً .."  انتهى كلامه

فالـمَأْدُبة مفرد، جمعه مأدَبات ومأدُبات ومآدِبُ، أي وليمة طعام، طعام يُعدّ لدعوة أو لعُرْس "أقام مأدبة غداء على شرف الضيف فلان".. هذه لفظة "مأدبة" فماذا عن الذي سبقها من الألفاظ والكلمات:

إِنَّ هَذَا القُرْآنَ...:
=============

إنّ: حرف نصب وتوكيد كما يقول النحو العربي التعليمي، وأداة يتم اعتمادها لتوكيد المعنى وتأكيد المراد الذي يريده ويقصده المتكلم/المُلْقي، ويهدف إلى إيصاله للمتلقي، نبتدئ القول بمثل هذا الحرف الذي يؤثر في الجملة التي يدخل عليها فيغير حالها من رفع إلى نصب، نبدأ به لنضمن للمتلقي صدق الكلام فلا يشك فيه، وتوكيد القول فلا يرتاب به، وجدية الأمر وبأنه لا غبار على مصداقيته... فهذه الأداة تدخل على الكلام لتغيره أيضا من حال الشك والريب إلى حال اليقين والتأكيد..

 ثم بعد حرف التوكيد "إنّ" نجد "هذا" اسم إشارة للمفرد المذكر العاقل وغير العاقل، وهو من الألفاظ الموضوعة للدلالة على شيء معين، والإشارة إليه إشارة حسية باليدِ أو نحوِها، إنْ كانَ المشارُ إليه حاضراً ومَرئياً، أو إشارة معنوية إذا كانَ المشارُ إليه معنى، أو ذاتاً غَيْرَ حاضِرة. .. ويُسْتَعمل اسم الإشارة "هذا" للإماءة إلى القريب للدلالة على قصده هو دون غيره.. لأنّ حقيقةَ الإشارةِ تعييـنُ شيءٍ من بين الأشياء المتشابهة في الخارج كما لا يخفى، لكن الإشارة هنا كانت على غير العادة لأن المشار إليه لا مثيل له ولا شبيه، غابت كل المعاني التي تذكر في موضوع أسماء الإشارة فلا القريب ولا البعيد ولا الوظيفة ولا الهدف تبقى لازمة، كل شيء يتحول بُعْده ليأخذ أبعاد المشار إليه، ليَمْتَح منه، وليكتسب من دلالاته وإيحاءاته، ويستوحي منه بعض خصائصه ونفحاته، فلا الهاء في اسم الإشارة تبقى مختصة بالتنبيه الأجوف، ولا "ذا" تظل تختص بالإماءة للشيء المألوف، لأن المعنِيَ بالقضية على غير المألوف وعلى غير العادة..

 إنه شيء لا يمكن أن يسمى إلا بالاسم الذي اختاره له الله من فوق سبع سموات، على الرغم من محاولات العرب تسميته بغير اسمه الذي أنزل به، وعلى الرغم من إرادتها تغليب اسم "الشعر" عليه، فأنزل الله تعالى ردا عليها وإفحاما لها وكشفا لأهدافها ومبتغياتها من اختيارها لفظة "الشعر" دالة على كلامه سبحانه، يقول: "وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين" (سورة يس 68) نفي قاطع لما روَّجت له العرب عند نزول القرآن وذلك ليحوّلوا وجهة الناس من لفظ إلهي رباني إلى لفظ بشري شيطاني، له خصائص ورد ذكرها في القرآن نفسه مثل الشيطنة والـموت والفناء والجنون والكذب والإفك...

لذلك يكون ما تعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم  من ربه وما أوحى به إليه وما بُعث به من كلام إما كما قالت العرب شعرا، وبذلك يسري عليه ما يسري على الشعر والشعراء في حياة العرب.. =<( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون... )>= (سورة الشعراء 225) =<( قالوا شاعر نتربص به ريب المنون)>= (سورة الطور 28) =<( ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )>= (سورة الصافات36)، هكذا يريد زعماء العرب، وعلى هذا الشكل يودون أن يكون في أذهان الناس..
لذلك كان القرآن بين أمرين إما أن يكون في أذهان العرب له صلة بالجنون فلا يتبعه أحد لخبل في عقل صاحبه، أو له صلة بالمنون حيث ينقضي تأثيره ويموت بموت صاحبه، أو له صلة بالغواية والهوى واتباع النزوات كما هو الشأن بالنسبة للشعراء العرب.. وإما قرآنا كما أراد منزله وصاحبه وهو أعلم بطبيعة الأمور والأشياء، فالقرآن لفظ جديد مخالف جملة وتفصيلا لما اعتادت العرب من تسميات لقيلها، يَنْسِب الإمام جلال الدين السيوطي إلى أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قوله: (سمّى الله تعالى كتابه اسماً مخالفاً لما سمّى العرب كلامهم على الجملة والتفصيل: سمّى جملته قرآناً كما سمَّوا ديواناً ، وبعضه سورة كقصيدة ، وبعضه آية كالبيت ، وآخرها فاصلة كقافية )(١).. وهو أيضا لفظ يحمل في ذاته دلالة التقديس والتكريم والتعظيم والتشريف وكل المعاني التي وسمه بها رب العالمين بين دفتيه.. وأخيرا وليس آخرا فإن حاصل معنى "وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين" هنا ليس ما شاع بيننا من سؤال: هل يعرف ويعلم الرسول صلى الله عليه وسلم كلام العرب من الشعر أم لا يعرف منه شيئا؟ هل يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم الشعر أم لا؟ ليس هذا هو الإشكال الذي تجيب عن آية سورة يس، وإنما الموضوع ها هنا هو السؤال الآتي: هل يسمى هذا الكلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم شعرا أم يسمى قرآنا؟ 
هو إذاً "القرآن" وليس "الشعر"... القرآن الكريم ذلك الكتاب المبين الذي هو كلام رب العالمين.. وليس ككلام رب العالمين أي كلام، كما أن الـمُتكلِّـم به سبحانه وتعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (سورة الشورى 9)  
فماذا يعني يا تُرى هذا اللفظ الذي غلب العرب وقهر بيانها وردَّ مكرها، وجعل بلغاءها يركعون ويخضعون أمام جمال بيانه، وترك فصحاءها مشدوهين ومدهوشين أمام جلال بديعه، وترك شعراءها خرصا بُكْماً أمام رونق معانيه، ماذا يعني هذا اللفظ الذي عجزت العرب والعجم على أن تأتي بمثله بل بأقصر ما فيه؟ قال ابن عباس لرجل يطعن في القرآن: "أبهتك أولاً أم أحاجّك؟ فعجب الرجل وقال: ابهتني. قال ابن عباس: إن القرآن نزل على العرب، وهم أهل اللغة وأعلم بها وتحداهم الله أن يأتوا بمثله ووبخهم على كفرهم، ومع هذا فلم يستطيعوا أن يطعنوا في حرف فيه." يقول تعالى:(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88)
ويقول جل من قائل سبحانه:(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38)
ويقول جل وعلا:(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
ويقول سبحانه وتعالى:(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ*فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور33 :34)
ويقول أيضا:(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)

معنى لفظ "القرآن":
=============================

ذهب العلماء في لفظ ( القرآن ) مذاهب شتى، ونحوا فيه مناحي كثيرة، وتفرقت بهم في تحديد اللفظ السبل، فهو عند بعضهم مشتق وعند بعضهم غير مشتق، ومن قالوا إنه لفظ مشتق، منهم من يعود باشتقاقه إلى لفظ مهموز هو "قرأ".. ومنهم من يعتبره مشتقا لكن من لفظ غير مهموز هو "قرن"، وعند طائفة أخرى هو لفظ غير مشتق لا من مهموز ولا من غيره، ومنهم من يأخذه على أنه غير مشتق وغير مهموز بالمرة...

وممن قال باشتقاقه من لفظ مهموز أبو الحسن بن حازم اللحياني (المتوفى سنة 215 هـ) والذي يعتبر لفظ "القرآن" مصدرا مهموزا بوزن غفران مشتق من "قرأ" بمعنى تلا، وسمي به المقروء تسمية المفعول بالمصدر.. هذا رأي يجعل قرأ بمعنى تلا فالقرآن والقراءة هي التلاوة (٢) وهناك فئة أخرى تقول باشتقاق لفظ القرآن من قرأ نفسها ولكن بمعنى الجمع والضم، والقراءة هي ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في التنزيل، والقرآن على هذا الاعتبار هو في الأصل كالقراءة مصدر قرأ قراءة وقرآنا مستدلين بقوله تعالى: "إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" (سورة القيامة 18/17) أي فاتبع قراءته..  ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن السِّـري المعروف بالزجاج صاحب كتاب "معاني القرآن وإعرابه"(٣) (توفي سنة 311 هـ) والذي يعتبر لفظ "القرآن" مهموزا على وزن فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع ومنه قرأ الماء في الحوض، إذا جمعه وسمي القرآن كذلك -حسب رأيه- لأنه جمع ثمرات الكتب السماوية السابقة..

أما الذين قالوا بأن لفظ القرآن مشتق ولكن من لفظ غير مهموز على خلاف الرأي السابق، فمنهم أبو زكريا يحيى بن زياد الديلمي المعروف بالفراء صاحب كتاب "معاني القرآن"(٤) (المتوفى سنة 207 هـ) وهو يقول بأن لفظ القرآن مشتق من القرائن جمع قرينة لأن آياته يشبه بعضها بعضا، فكان بعضها قرينة على بعض، وعلى هذا المذهب نجد كذلك أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري صاحب المذهب الأشعري في الكلام (المتوفى سنة 324 هـ) والذي يعتبر اللفظ مشتقا من قرن الشيء بالشيء إذا ضمه إليه، لأن السور والآيات تُقرن فيه ويضم بعضها إلى بعض... ومنهم من يشايع القول بأنه مشتق من ( القَريْ ) وهو الجمع والتتبع، من قولهم : " قريت الماء في الحوض " أي : جمعته وتتبعته (٥). ووجه تسمية القرآن بذلك أنه جمع وضم السور بعضها إلى بعض(٦)وجمع ثمرات الكتب السماوية السابقة يقول الراغب الأصفهاني: "سمي قـرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السابقة المنزلة"(٧) أو جمع مواضيع شتى لم تجمع في سواه، يقول ابن الأثير: (( وسمي القرآن لأنه جمع القصص ، والأمر والنهي ، والوعد والوعيد، والآيات والسور ، بعضها إلى بعض )) (٨).

أما من رأى أن القرآن ليس مشتقا ولا مهموزا ولكنه اسم خاص بكلام الله تعالى، فنجد على رأسهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله (المتوفى سنة 204 هـ) والذي يقول إن لفظ القرآن المعرف بـ "ال" ليس مشتقا ولا مهموزا، بل ارتجل ووضع علما على الكلام المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يكون لفظ القرآن -حسب رأي الشافعي ومن تبعه- غير مأخوذ من قرأ، ولو أخذ من قرأ لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه كما يقول اسم علم للكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن التوراة اسم علم للكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام لقومه، وكما أن الإنجيل اسم علم للكتاب الذي نزل على عيسى عليه السلام.. وتفيد بعض الروايات أن الإمام الشافعي إنما أخذ هذا القول عن شيخه إسماعيل بن عبدالله بن قسطنطين فقد رُوي عن الشافعي قوله : ((قرأت على إسماعيل بن عبدالله بن قسطنطين ، وكان يقول القرآن اسم وليس بمهموز ، ولم يؤخـذ من قرأت ، ولو أخـذ من قـرأت كان كل ما قـرئ قـرآناً ، وكان يهـمز قـرأت ، ولا يهـمز القرآن ))(٩). وقال الواحدي: (( قول الشافعي هو اسم لكتاب الله ، يعني أنه اسم علم غير مشتق ، كما قاله جماعة من الأئمة )) (١٠)

ولقد كان لكل رأي من هذه الآراء مشايعوه، ولكل فكرة منها أنصارها، ولكل اجتهاد مريدوه، ولكل صاحب نظر مؤيدوه، ومنهم من يرجح هذا ويغض الطرف عن ذاك، ومنهم من يميل إلى هذه ويترك تلك، وكل واحد يتشيع لمذهبه وينتصر لما يراه من التأويلات، وأحيانا تظهر بينهم بعض الحزازات، وبعضهم حاول التوفيق بينها أو الجمع بين المتقارب منها، والغريب في الأمر أنك إذا قلبت في كل هذه النظرات النظر، وشغلت في هذه المذاهب البصيرة قبل البصر، وأطلت التجوال بين شواهدها وتخريجاتها.. فإنك واجد أن "القرآن" لفظ يتسع لكل تلك المعاني، ويتشكل بحسبها في مواقعه التي يتموقع فيها، ويتمظهر من خلال تواجدها في النصوص القرآنية نفسها..
لفظ يتسع لكل تلك الدلالات، فهو يأخذ أصله من أقرب الجذور اللغوية له "قرأ".. كما يمتاح ظلاله من الجذر القريب منه "قرن"، ثم يتمدد في شريط الألفاظ والمعاني ليصل إلى مصدريته وبها يتسربل، ومن ثمة يصبح اللفظ اسم علم مستقل بذاته يحمل دلالاته التي يريدها منه صاحبه سبحانه جل قوله، دون أن يفقد اللفظ أصوله المكونة لارتباطاته اللغوية العربية القحة..

وربما كان هذا الثراء في الدلالة وهذا الزخم الوافر في المعنى من أسرار اختيار المولى سبحانه وتوليته لهذا اللفظ دون غيره، والذود عنه والدفاع عن حياضه، فالقرآن بشكل عام نسيج وحده، وكذلك يكون اسمه لا يُعْمَلُ على مثاله مِثْلُه.. هو القرآن لا ريب هو القراءة والعلم والمعرفة والفهم والإدراك، هو القرآن لا شك هو الحفظ والجمع والطي والضم، هو القرآن بدون منازع المصدر مصدر العلوم والمعارف والثقافات.. هو القرآن بدون منازع الاسم العلم الدال على ذلك المنبع الثر للخيرات.. هو القرآن لا نقاش في أن اللفظ ذو أصول عربية، وأقول العربية الأصيلة الفصيحة القحة وليس ما يدعيه بعضهم من كون أصول هذا اللفظ ليست عربية وأنها دخيلة كما تزعم "دائرة المعارف الإسلامية" عندما مالت ورجحت رأي المستشرقين شفالى (Schwally) وولهاوزن (Wellhausen) بأن اسم (القرآن) كلمة عبرية أو سريانية، لأن (قرأ) بمعنى (تلا) ليست كلمة عربية النسب، ولكنها دخيلة على اللغة" وقال بهذا مجموعة من العلماء، ولكن هذا رأي باطل وهذا القول بهتان وعارٍ عن الصحة، وبعيد سحقا عن الحقيقة، فما كان "للقرآن" أن يكون لفظة غريبة دخيلة، ثم نجد فيه آيات تؤكد عربيته كله، فإذا كان المسمى كله نزل بلسان عربي مبين ويتحدى بـ"لعلكم تعقلون"، فكيف يكون عنوانه واسمه واللفظ الدال عليه الجامع لما فيه غير عربي مبين، قال تعالى :=<( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)>= (النحل: 103) وقال تعالى:=<( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)>= (يوسف: 3). وقال في أول الزخرف : =<(إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)>= . وقال:=<( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا)>= (طه:110) وقال تعالى في (فصلت:44): =<(ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي)>= وقال تعالى في (الشعراء:195): =<(وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)>= وقال تعالى في (سورة الشور:5): =<(وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها)>=. وقال تعالى في (سورة الرعد:38): =<(وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق)>=  
إلى غير ذلك من الآيات التي تؤكد حقيقة عربية وعروبة القرآن جملة وتفصيلا، والقرآن اسما وعنوانا، فمن المعلوم أنّه نزل بلسان العرب وأساليبهم في التخاطب والتداول اللغوي، فكان فيه ما في العربية من الظواهر اللغوية والأساليب البيانية والمظاهر البلاغية التي بلغ بها نهاية البلاغة ومرتبة الإعجاز اللغوي، وقد نفت هذه الآيات الكريمات أن يكون فيه لسان غير عربي، بل جاء على المألوف في لغة العرب من حيث الألفاظ والتراكيب والترصيف والترصيص بل حتى الحروف فإنه استهل كثيرا من السور بحروف مقطعة وكأن ذلك كان لتركيز عربيته في الأنفس والعقول، ومن حيث المفردات التي اختيرت وانتقيت بعناية العليم الحكيم، وابرزت المعاني والدلالات في السياق الذي ركبت فيه بشكل راق متميز، ومن حيث الجمل وقوانينها التركيبية فإنك تلمس البراعة والقمة في الإبداع، فما من تقديم أو تأخير إلا ويعطيك الصورة الدلالية المرغوب فيها والقويمة والصائبة والمضبوطة في مكانها الذي يليق بها، والعربي الأصيل يستشعر هذا بمجرد السماع ويتذوق الفرق في اختيار الكلمات والتراكيب.. يحكي لنا صاحب كتاب (الكشكول) عن الأصمعي أنه "قال: كنت أقرأ (هو الأصمعي) (والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيديَهما جزاءً بما كسبا، نَكالاً من الِله، واللهُ غفورٌ رحيمٌ ) وبجنبي أعرابي، فقال: كلامُ منْ هذا ؟ فقلتُ : كلامُ الله . قال : أعِدْ ، فأعدتُ . فقال: ليس هذا كلامَ الله , فانتبهتُ ، فقرأتُ : ( واللهُ عزيزٌ حكيمٌ ) (سورة المائدة:41) فقال : أصبتَ هذا كلامُ الله ، فقلتُ : أتقرأ القرآن ؟ قال : لا . فقلتُ : من أين علمتَ ؟ فقال: يا هذا، عزَّ فحكمَ فَقَطَعَ ، ولو غفرَ فرَحِمَ لَمَا قَطَع ". فالأعرابي إذاً بسليقته الفصيحة وحسه البياني السليم اهتدى إلى إحكام النظم في أسلوب القرآن ، ولا سيما علاقة (حكيم ) بآيتها، تلك العلاقة التي تميز كلام ربّ العالمين من كلام سواه.. لقد كان العنوان والكلام عربيا مبينا جاريا على أساليب العرب وفصاحتهم وبلاغتهم والمعهود من كلامهم والمتداول من ألفاظهم وكلماتهم، ولكنه قد أعجزهم بأسلوبه المتميز ونظمه البياني ونسجه البلاغي، ونهجه في خطابه للعقل والروح والوجدان والنفس والعاطفة وتأثيره في كيان الناس الخاصة والعامة، وذلك سرّ إعجازه البياني وتفوقه البلاغي وسر نجاحه في تأثيره الروحي العجيب، والسلوكي الغريب على كل من تلاه ورتله أو قرأه وجوده، أو كل من استمتع بالاستماع له وبالإنصات إليه..

فاقبلوا مأدبة الله:
==========================

فالمأدُبة إذاً هي الوليمة أو الدعوة إلى الطعام الذي هو غذاء الجسد وقوامه يساهم في نمو الجسم وتربية أجزائه وتطور معالمه وتفاعل مكوناته كي يكون على أحسن حال من العافية وفي صحة تامة، ومعافاة كاملة...
ومأدبة الله تعالى هنا وفق هذا النص هي القرآن وهو غذاء الروح من أجل صلاحها وصفائها وكمالها وتمام عافيتها، وطعام النفس من أجل هدايتها وطمأنينتها وراحتها واستقامتها.. وفي ذلك يقول القرطبي رحمه الله تعالى :" شبّه القرآن بصنيع صنعه الله عزّ وجلّ لِلناس لهم فيه خَيْر ومَنَافع ثُمّ دعاهم إليه" ا.هـ . (تفسير القرطبي 1/ 6).. 
إنه مأدبةُ الله تعالى إلى خلقه، ومائدته لكل الناس، للناس أجمعين، وقد زيَّنها سبحانه وتعالى بأنواع لا تعدُّ وأشكال لا تُحصى من الأطعمة العلمية والأكلات العمليَّة والوجبات المعنويّة التي هي غذاء الرُّوح وكمالها الحقيقي، وضع على هذه المأدبة كلَّ ما يحتاجه الإنسان والجان المخاطبان بقوله تعالى =<( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )>= كما جعل عليها كل ما ينفعهما في حياتيهما الدنيا والأخرى.. ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنا للنَّاس في‏ هذَا القرآن مِنْ كلّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾  (الزمر:27)."ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" (النحل89)   

ما أحوجنا بل ما أكبر وأوسع وأعمق حاجتنا اليوم  وأكثر من أي يوم مضى وأكثر من أي زمن انقضى، إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، ما أحوجنا إلى العودة إلى رحاب كلام الله العلي العظيم، وما أشد حاجتنا إلى الالتفاف حول مأدبة رب العالمين، وإلى الأوبة إلى هذا الكتاب المبين..
لا لِنتلوه بكرة وأصيلا فحسب، ولا لِنستمع إليه ونتغنى به فقط، ولا لنشرحه ونفسره ونتدبره لا غير، ولا لِنَحفظه على الرفوف زينة للبيوت أو في الصدور مكتوما كالسِّر، ولا حتى لنحكّمه في محاكمنا بعيدا عن واقعنا لا غير، ولا لِنُبَيِّن وجوه إعجازه وأشكال بيانه وبلاغة لغته وفصاحة لسانه، وكلما صاحت صيحة معرفية أو علمية وجدتنا خلفها نصيح وننادي، ولا لِنَدْرِسَه سورة سورة وآية آية ولفظة لفظة، ولا لنقف على بَعْض أسراره ومعانيه ودلالاته وإشاراته وإيحاءاته وإيماءاته فحسب، ولا لنبرهن عن خصائصه ومميزاته ومرتكزاته ومقوماته وفرادته.. وإنما نحتاج اليوم إليه كله في كل ما ذكر، في جميع تجلياته وفي كل مظاهره وبكل ألوان خصائصه وأطياف مقوماته..
 ما أحوجنا إليه وإليه فقط، جميعه وجميعه فحسب، فقد غيّبوه عنا قرونا طويلة، وحجبونا عنا ردحا من الزمن عميق، وبنوا بيننا وبينه سدا منيعا، وجعلوا بيننا وبينه شرخا شاسعا، وألهونا في كل زمان بجزء منه أو بخصلة من خصاله أو بقضية من قضاياه، وشغلونا بمتشابهه وأدخلونا في متاهات مقارنته بغيره.. وجعلونا في أحسن الأحوال نرفع شعاراته دون أن نعيه.. 
 إننا أحوج ما نكون إليه اليوم كله كله، وإننا لنحتاج إلى هذا الكتاب جملة وتفصيلا من دفته إلى دفته، من أوله إلى آخره من فاتحته إلى ناسه، إن حاجتنا إليه في كل الذي سبق ذكره، وفي أكثر مما سبق ذكره.
 ما أحوجنا لِجَمِيع ذلك وغَيْره.. ما أحوجنا -في كلمة واحدة- لكتابِ اللَّهِ  تعالى  لأن" فِيهِ نَبَأ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَر مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْم مَا بَيْنَكُمْ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَنُورُهُ الْمُبِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ تَتَشَعَّبُ مَعَهُ الآرَاءُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَمَلُّهُ الأَتْقِيَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ بِكَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه" سُنَن الدارمي (  2/ 526) ومشكاة المصابيح (1/ 661)



الهوامش:
=======================
 (١)الإتقان في علوم القرآن – السيوطي – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- مطبعة المشهد الحسيني بالقاهرة – 1961م - (1/ 143)
(٢)مفاتيح للتعامل مع القرآن : صلاح عبدالفتاح الخالدي ، صـ 16، ط مكتبة المنار ـ الأردن ، ط الأولى 1985م. من علوم القرآن : فؤاد علي سيد رضا ، صـ 13 ، ط مكتبة مدبولي ـ مصر ، ط الأولى 1982م.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق إبراهيم السَّري بن سهل (٣١١ هـ) تحقيق عبدالجليل عبده شلبي طبعة عالم الكتب بيروت الأولى سنة 1988م 
(٤)"معاني القرآن" للإمام أبي زكريا يحيى بن زياد الديلمي (٢٠٧هـ) دار عالم الكتب الطبعة الثالثة/1983م
(٥) المشوق إلى علوم القرآن : الإمام ابن قيم الجوزية ، صـ 235، بتحقيق:محمد عثمان الخشت، ط مكتبة الفرقان ـ مصر. وانظر البرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي(1 / 277) وانظر : مادة : قرو ، في مجمل اللغة لابن فارس ( 3 / 750 ). ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، ط الثانية 1986. و مادة : قرا ، في لسان العرب لابن منظور ( 5 / 249 )
(٦) البرهان في علوم القرآن للزركشي ( 1 / 277 ).
(٧) المفردات للراغب الأصفهاني ، صـ 400 
(٨) لسان العرب ( 5 / 219
(٩) البرهان في علوم القرآن: للإمام الزركشي (1/ 278)، بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط دار الجيل ـ بيروت 1988م. انظر "تأريخ القرآن" إبراهيم الأبياري، ط دار الكتاب المصري، ط الثالثة 1991م .وكتاب "الإمام الشافعي فقيه السنة الأكبر" عبدالغني الدقر، ط دار القلم ـ دمشق ، ط الثالثة 1967م  
(١٠) البرهان في علوم القرآن للزركشي (1 / 278 ) ، مرجع سابق..


"PDF" تحميل ملف 

0 تعاليق:

إرسال تعليق