class='ads'>
الجمعة، مايو 22

سؤال وجواب: "ما حكم يا صبر أيوب؟"

سؤال وجواب: "ما حكم يا صبر أيوب؟"

الدكتور عبد الرزاق المساوي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:


لقد تعود كثير من الناس على قول مجموعة من الجمل التي أصبحت جملا مسكوكة، وتستعمل في الغالب كمحفوظ اجتماعي متوارث وأكثر الناس يرددون تلك الجمل المسكوكة وهم لا يعون أحيانا ما قد تحمله من كلمات كفرية وألفاظ شركية يروجونها بحكم العادة والألفة وهم يتحسرون على بلواهم مما يحشرهم في زمرة من قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث: "...وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم"(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ومالك في الموطأ)

وجملة "يا صبر أيوب" من الجمل المسكوكة وقائلوها لا يدركون ما تحمل في طياتها من وزر لجهلهم بالأمر وعواقبه، فإذا كان المقصود منها الدعاء، يا رب ارزقني صبرا كصبر أيوب، فلماذا هذا اللف والدوران في الدعاء؟ لماذا لا يدعو المرء ربه بما يُعرف شرعا؟ كأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ولمَ لا نختار من الأدعية مأثورها أو أوضحها التي لا تحتمل غير معناها؟
أما إذا كان مستعملوها يقصدون نداء استغاثة ودعاء صبر أيوب فهذا أدهى وأمرّ، لأنه دعاء لغير الله تعالى، ومن غيَّر وجهة دعائه إلى سوى الله فقد استكبر عن عبادته سبحانه، لأن الدعاء عبادة بل هو لبّها وأساسها لا يجوز إلا لله سبحانه فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدعاء هو العبادة. ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)" رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.

وقد يُتَعَجَّبُ بها مثلا، عندما يرى المرء مصابا أو مريضا... صابرا يتعجب من جلده فيشبهه في صبره بصبر أيوب، وهذا أيضا غير مرغوب فيه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا ما نقول إذا رأينا المصاب أو المريض.. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس طهور إن شاء الله، فقال له: لا بأس طهور إن شاء الله، قال: قلت: طهور، كلا بل هي حمى تفور أو تثور، على شيخ كبير، تزيره القبور.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذا." وثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال: "أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه من ذلك المرض . والحديث أيضا رواه الترمذي وأبو داود وصححه الشيخ الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا . لم يصبه ذلك البلاء "أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله.

ولا أظن أن هناك غير ما ذكرنا من مقاصد، ولا عبرة في من يقول بالنيات في هذا الباب، فولو كانت النية كيفما كانت يبقى أن ما يوجد في شرع الله تعالى يكفينا عما سواه، هذا والله أعلى وأعلم، وهو الميسر لكل خير..


0 تعاليق:

إرسال تعليق